إن عملية تصميم الحديقة الداخلية لمنزل ليست بالسهولة المتوقعة خاصة إذا كانت المساحة المخصصة لهذه الحديقة ليست كبيرة ، ويكون الأمر أكثر خصوصية إذا كان هذا المنزل في عاصمة السحر والجمال والحضارة باريس.
في هذا الموضوع سوف نتناول عملية تصميم وتنسيق حديقة منزل يقع في باريس وكيفية استغلال كل جزء في الحديقة و إخراجها بشكل يتناسب مع روعة العاصمة التي يتواجد فيها منزل هذه الحديقة :
في هذه الصورة يتضح شكل الحديقة قبل التصميم وتظهر فيها المساحة الصغيرة للحديقة والمباني المحيطة بها وكل هذه الأشياء تعتبر تحديات أمام التصميم لابد ان يتعامل معها المصمم بشئ من الذكاء والتميز بما يتناسب مع البيئة المحيطة في العاصمة باريس.
في هذه الصورة يتضح الرسم المبدئي لمنظور الحديقة بواسطة المصمم، وفيه الفكرة الأساسية التي يريد إظهارها في الحديقة ، وقد تخيل أن تكون الحديقة ذات أشجار قصيرة في الجوانب المحيطة مع إمكانية وجود أشجار طويلة في الأركان لتحدد شكل الحديقة، مع تخصيص مكان لوضع كراسي الاسترخاء لعدد اثنين من أفراد الأسرة وبجوارهم مناضد صغيرة للخدمة.
في التصور المبدأي أيضاً وضع المصمم فكرته الأولية عن الألوان وتداخلها في الحديقة.
في هذه الصورة أيضاً لازلنا في مرحلة التصميم ، وهي توضح الرسم الخاص بالمسقط الأفقي للحديقة بواسطة المصمم، وقد وزع فيه العناصر التي يريد وضعها في الحديقة وتصوره للمواد المستخدمة:
ففي ركن من الأركان سوف توضع كراسي الاسترخاء، وفي الجهة المقابلة سوف توضع منضدة سفرة كبيرة تكفي لثمانية أشخاص و بجوارها سوف توضع أربعة كراسي مريحة للجلوس العادي للحديث أو للقراءة، وهذه المناضد والكراسي في الجهة المقابلة لكراسي الاسترخاء سوف تكون على أرضية خشبية مختلفة عن أرضية الحديقة المفروشة بالنجيلة الخضراء.
فهل يكون التنفيذ تمامًا كالتصميم؟ هذا ما سوف نراه.
في الصورة الأولى للحديقة بعد التنفيذ نجد أن التصميم قد نفذ بشكل أجمل كثيراً حيث تنوعت الألوان المستخدمة في الأزهار والشجر من درجات الأخضر جميعها إلى البنفسجي والأبيض و الأصفر ، كما نجد أن الحوائط قد لونت باللون الأبيض لتضيف إحساساً بالاتساع والإنارة.
أما عن المقاعد المستخدمة للجلوس والقراءة فقد كان مكانها مناسباً جداً للاستمتاع بشكل الحديقة أثناء الجلوس عليها.
ننتقل إلي الركن الخاص بمنضدة الطعام التي تكفي عدد ثمانية أفراد فنجدها قد صنعت من خامات بسيطة ملائمة للمكان المكشوف وتحتها أرضية من الخشب الذي يناسب الطبيعة من حوله، وقد توسطت هذه المنضدة مجموعة متنوعة من الأزهار ذات الالوان المتعددة، فمن الزهور البيضاء إلى الحمراء والبرتقالية و في مقابلها الورود البنفسجية مما جعل الشكل الجمالي مبهراً ومريحا للعين وقد توافرت فيه الخصوصية أيضاً.
في هذه الصورة تظهر مكعبات الزرع التي تعمد المصمم أن يطليها باللون الأحمر حتى تتناسب مع ألوان الحديقة المبهجة ومع الأخضر الزرعي المحيط بها من كل الجوانب ، وبهذا يكون قد استغل ألوان الطبيعة حتى في العناصر المصنعة ومزجها بعناصر الطبيعة المحيطة ليعطي شكلاً جذاباً وأنيقاً.
في هذه الصورة نرى أن المصمم قد استخدم الأشجار ليعطي شكلاً تصميماً مميزاً فالأمر ليس مقتصراً على توزيع الاشجار بشكل عشوائي في الحديقة وإنما محاولة خلق شكل مميز وجذاب وهو ما تحقق في الحديقة هنا عن طريق هذه الثلاث شجرات الصنوبرية التي تقف عند الحائط الأبيض فتظهر من خلف منضدة الطعام بشكل جمالي جذاب… فكرة مميزة وجميلة.
وأخيرا فإن تنسيق الحدائق ليس مقتصراً على الاستمتاع بجمالها بالنهار فقط، فالمصمم لابد وأن يكون لديه تخيل عن كيفية توزيع وحدات الإضاءة الليلية في الحديقة بالشكل الذي يلائم الاستخدام ولايعوق نمو الأشجار.
فنراه هنا قد وضع المصباح القائم بارتفاع مناسب للمقاعد التي بجواره حتى يحقق استخداماً أفضل وراحة أكثر لمن يجلس على المقعد.
وهكذا فإن كل عنصر وإن كان صغيراً قد درس بعناية حتى تخرج الحديقة بشكل جمالي ساحر يليق بأن تكون هذه الحديقة في منزل في مدينة السحر والأناقة باريس.
إذا كنت مهتماً بالحدائق يمكنك أن تشاهد أيضاً ماذا حدث لهذه الحديقة المتهالكة.